أصدرت النيابة العامة قرارًا بحبس المتهمين الأول والثاني احتياطيًا على ذمة التحقيقات في قضية أسورة المتحف المصري التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية والجنائية حيث تم إخلاء سبيل المتهمين الآخرين بضمان مالي مما يعكس حرص النيابة على تحقيق العدالة وضمان سير التحقيقات بشكل شفاف وفعال في هذه القضية التي تمس التراث المصري وتاريخ الحضارة العريقة كما تسعى النيابة العامة إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حقوق جميع الأطراف المعنية وتقديم الجناة للعدالة في أسرع وقت ممكن لتحقيق الأمن المجتمعي والمحافظة على الأمانة الثقافية للبلاد.

تحقيقات النيابة العامة في اختلاس قطعة أثرية من المتحف المصري

بدأت النيابة العامة إجراءاتها للتحقيق في حادثة فقدان قطعة أثرية من معمل الترميم بالمتحف المصري، حيث انتقلت إلى موقع الحدث بعد أن كلفت خبراء الإدارة العامة للأدلة الجنائية برفع الأدلة المادية المتاحة، واستمع المحققون إلى شهادات عدد من مسؤولي المتحف وأفراد الأمن، بهدف فهم كيفية تداول الأثر المفقود بين مختلف أقسام المتحف، وتم التحفظ على الوثائق المتعلقة بالحادثة.

تحديد المتهمين في واقعة الاختلاس

كلفت النيابة العامة جهات البحث بإجراء التحريات اللازمة حول الواقعة، وأسفرت هذه التحريات عن تحديد الموظفة المسؤولة في المعمل بوصفها مرتكبة الاختلاس، حيث تم ضبطها برفقة ثلاثة متهمين آخرين، وعند استجواب المتهمة الأولى، اعترفت باختلاس القطعة الأثرية وتسليمها للمتهم الثاني لبيعها كسوار من الذهب، بعد أن أتلفت الأحجار الكريمة المرفقة بها، وقام المتهم الثاني بتحويلها إلى المتهم الثالث، الذي باعها للمتهم الرابع، الذي اشتراها كقطعة ذهب وقام بسبكها، وقد أظهرت التحريات حسن نية المتهمين الأخيرين.

توصيات اللجنة المختصة وفحص آليات العمل بالمتحف

ندبت النيابة العامة لجنة مختصة لفحص آليات تداول القطع الأثرية داخل المتحف، وقد أظهر التقرير وجود مخالفات تتعلق بضوابط تنظيم العمل بمخازن الآثار المعتمدة، حيث لم يتم إثبات تسليم القطع الأثرية بشكل صحيح، مما أدى إلى غياب التوقيعات اللازمة، كما لم يتم إجراء جرد يومي لخزانة المعمل، أوصى التقرير بإعداد سجل خاص لحركة الأثر وآخر للخزانة مع استيفاء التوقيعات، بالإضافة إلى منع دخول الحقائب الشخصية للمرممين وتفتيشهم عند الخروج، وتركيب آلات تصوير داخل المعمل، وتستمر التحقيقات للوقوف على مسؤولية القائمين على المتحف في هذه الواقعة.