عادت أسعار الذهب عالميا للارتفاع مرة أخرى بسبب عدة عوامل تؤثر على السوق بشكل ملحوظ حيث يشير الخبراء إلى أن التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي دفعا المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن في المعدن الثمين كما أن تراجع قيمة الدولار الأمريكي ساهم في رفع أسعار الذهب مما جعل الكثير من الناس يتجهون نحو الاستثمار فيه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تتطلب اتخاذ قرارات مالية حكيمة وبالتالي فإن متابعة تحركات السوق وفهم العوامل المؤثرة يعتبر أمرا ضروريا لأي مستثمر يسعى لتحقيق النجاح في هذا المجال.
ارتفاع أسعار الذهب وتأثيرات السوق العالمية
شهدت أسعار الذهب في الأيام الأخيرة موجة ارتفاع ملحوظة، حيث أكد محللون اقتصاديون وتجار الذهب أن هذا الارتفاع يعود لعدة عوامل رئيسية، منها استمرار البنك المركزي الصيني في شراء الذهب للشهر الثاني عشر على التوالي، بالإضافة إلى تصاعد المخاوف الجيوسياسية وتزايد احتمالات خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، وقد ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية لتسجل حوالي 4098 دولارًا للأوقية، مما يعكس زيادة ملحوظة بنحو 96.6 دولار، واستمرت الأسعار في الارتفاع لتصل إلى حوالي 4139 دولارًا للأوقية، وفقًا لآخر تحديثات وكالة بلومبرج، مما يعكس حالة من الاستقرار النسبي في السوق رغم التحديات العالمية.
العوامل المؤثرة في ارتفاع الذهب
أشار أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إلى أن استمرار البنك المركزي الصيني في زيادة احتياطياته من الذهب يمنح المستثمرين شعورًا بالأمان، حيث ارتفعت احتياطيات الصين من الذهب بنسبة 1.8% لتصل إلى 74.09 مليون أونصة، مما يعكس اعتماد البنوك المركزية على الذهب كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة، كما أضاف معطي أن المخاوف الجيوسياسية والتوترات التجارية لا تزال تؤثر على السوق، مما يجعل توقعات ارتفاع أسعار الذهب مستمرة في الفترة المقبلة، خاصة مع حالة عدم اليقين المرتبطة بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
من جانبه، أكد محمود نجلة، المدير التنفيذي لشركة الأهلي للاستثمار، أن توقعات خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة تعزز من ارتفاع أسعار الذهب، حيث أن أي تقليص في الدعم الاقتصادي قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، وأشار هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى أن الارتفاع المفاجئ في الأسعار جاء مخالفًا للتوقعات، حيث كان من المتوقع أن تؤدي بعض القرارات الحكومية إلى استقرار الأسعار، إلا أن المؤشرات الاقتصادية الحالية تشير إلى ارتفاع التضخم، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار في السوق، ومن المحتمل أن نشهد تجاوز أسعار الذهب للمستويات القياسية السابقة في المستقبل القريب، نظرًا للتقلبات الكبيرة في السوق.

