الإثنين 10 نوفمبر 2025 – 09:10 م
تواصل وزارة قطاع الأعمال العام تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى تطوير شركات الغزل والنسيج التابعة لها، وذلك بهدف إحياء واحدة من أعرق الصناعات الوطنية التي تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المصري. تأتي هذه الخطة في إطار استراتيجية الدولة لتوطين الصناعة وزيادة القيمة المضافة للقطن المصري طويل التيلة، وتعزيز قدرته التنافسية على المستوى العالمي.
تشمل خطة التطوير إعادة هيكلة الشركة القابضة للغزل والنسيج وتحديث المصانع التابعة في محافظات المحلة الكبرى وكفر الدوار وحلوان وشبين الكوم، بتكلفة استثمارية تتجاوز 55 مليار جنيه. وتركز هذه الخطة على تحديث الماكينات وخطوط الإنتاج، وتطبيق نظم الإدارة الحديثة لضمان الكفاءة التشغيلية وجودة المنتجات، بالإضافة إلى تطوير نظم التسويق والهوية التجارية لمنتجات القطن المصري. كما تم الانتهاء من تشغيل أكبر مصنع غزل في العالم بمدينة المحلة الكبرى، والذي يتمتع بطاقة إنتاجية ضخمة لتصنيع الغزل الرفيع من القطن المصري.
تسعى الدولة من خلال هذه الخطوات إلى تصنيع منتجات عالية الجودة تستهدف الأسواق المحلية والعالمية، مع إنشاء منظومة متكاملة لعلامة القطن المصري تربط بين المزارع والمصانع والمستهلك النهائي لضمان الشفافية والجودة.
تتضمن الخطة أيضًا برامج تدريب متخصصة لرفع كفاءة العمالة في مجالات التشغيل والجودة والتسويق، وتطبيق أنظمة رقمية حديثة لمتابعة مراحل الإنتاج والتوزيع وتحسين كفاءة الأداء. كما تعمل الوزارة على تحقيق التكامل الصناعي داخل قطاع الغزل والنسيج من خلال ربط حلقات الإنتاج بدءًا من زراعة القطن مرورًا بالغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وحتى المنتج النهائي، بهدف تحقيق أقصى استفادة اقتصادية من كل مرحلة إنتاجية وتعظيم القيمة المضافة للقطن المصري.
تسعى الوزارة أيضًا إلى التوسع في الأسواق التصديرية من خلال فتح أسواق جديدة في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، والتعاون مع القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب لتسويق المنتجات المصرية تحت علامة تجارية موحدة تعكس جودة الصناعة الوطنية. تشير النتائج الأولية إلى تحسن واضح في أداء بعض الشركات بعد دخولها مرحلة التشغيل التجريبي للمصانع الجديدة، مما يعكس نجاح خطة الدولة في إعادة بناء صناعة الغزل والنسيج على أسس حديثة تضمن الاستدامة والربحية، وتعزز مكانة مصر كدولة رائدة في صناعة القطن والغزل.
استعرضت الوزارة عددًا من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاعات الغزل والنسيج والتعدين والصناعات الكيماوية، والتي تشهد تنفيذ مشروعات تطوير وتحديث تتماشى مع توجهات الدولة نحو تعميق التصنيع المحلي. وأكد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، حرص الوزارة على توسيع التعاون مع الشركات العالمية الكبرى وتوطين التكنولوجيا الحديثة داخل السوق المصرية.
قدّم وفد شركة "إندوراما" عرضًا شاملًا حول أنشطة واستثمارات الشركة في مجالات الخيوط والألياف والأسمدة والبوليمرات والقفازات الطبية، معربًا عن اهتمامه الكبير بالسوق المصرية لما تتمتع به من مقومات تنافسية وموقع استراتيجي وبنية تحتية متطورة. كما رحب الوزير بالشركة كشريك محتمل في مسيرة التطوير والتحديث، مؤكدًا أهمية التعاون في مشروعات التحول الصناعي المستدام.
وفي وقت سابق، التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نور الدين أورجلو، رئيس مجلس إدارة مجموعة أروجلو القابضة العالمية، لبحث التعاون في إدارة وتشغيل عدد من مصانع الغزل والنسيج التابعة للوزارة، بحضور المهندس محمد شيمي وعدد من المسؤولين.
أكد وزير قطاع الأعمال العام أن مشروع تطوير صناعة الغزل والنسيج يعد من أهم المشروعات القومية التي تنفذها الدولة، ويمثل نقلة تكنولوجية كبيرة في هذا القطاع الحيوي. وقد دمجت الدولة 32 شركة في 7 شركات فقط لتحقيق أفضل استغلال للأصول والوصول لأعلى مستوى تكنولوجي.
تشمل المرحلة الأولى من المشروع، التي تمتد إلى عام 2024، إنشاء عدد من المصانع الجديدة في شركة غزل المحلة، بما في ذلك مصنع غزل الأكبر عالميًا في مجال الغزل، وأربعة مصانع غزل ومصنع واحد لتحضيرات النسيج، بالإضافة إلى محطة كهرباء جديدة لتلبية احتياجات التشغيل.
أما المرحلة الثانية، التي تمتد إلى عام 2025، فتشمل إنشاء مجمع نسيج جديد على مساحة 40 ألف متر مربع يضم 552 نولًا بطاقة إنتاجية 136 ألف متر من الأقمشة، ومجمع صباغة على مساحة 36.8 ألف متر مربع يضم 125 ماكينة تجهيز، بالإضافة إلى مصنع غزل 6 وتحضيرات النسيج 2 بطاقة إنتاجية إجمالية تفوق 60 طنًا يوميًا، ومصنع غزل 2 بشركة مصر شبين الكوم الذي بدأ التشغيل التجريبي بطاقة 10 أطنان يوميًا.
يهدف المشروع إلى تحويل شركات الغزل والنسيج إلى كيانات اقتصادية قوية قادرة على تحقيق أرباح مستدامة، وزيادة الصادرات المصرية للأسواق الإقليمية والعالمية، وتحقيق التكامل الصناعي الكامل من الزراعة حتى التسويق. تعكس الجهود الحالية لوزارة قطاع الأعمال العام رؤية الدولة لبناء صناعة غزل ونسيج حديثة ومتكاملة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وتنافس عالميًا بجودة المنتج المصري، مما يمثل خطوة محورية نحو تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الصناعية المستدامة.

