بسبب الغلاء وتدهور الليرة يعاني الكثير من الأتراك من صعوبة في شراء سلعهم اليومية مما دفعهم للبحث عن بدائل أكثر اقتصادية ومن بين هذه البدائل اللجوء إلى اليونان حيث يجدون أسعاراً أقل للعديد من المنتجات الأساسية مثل المواد الغذائية والملابس وهذا الانتقال إلى اليونان أصبح شائعاً بين الأسر التركية التي تسعى لتخفيف الأعباء المالية التي تواجهها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد كما أن هذا الاتجاه يعكس التغيرات السريعة في سلوك المستهلكين في المنطقة ويظهر كيف يمكن للأزمات أن تؤثر على خيارات الناس اليومية في حياتهم اليومية.
تركيا تواجه أزمة غلاء غير مسبوقة
تعيش تركيا حاليًا أزمة غلاء غير مسبوقة، مما دفع العديد من المواطنين، وخصوصًا أصحاب الدخل المحدود، إلى التفكير في عبور الحدود نحو اليونان للبحث عن السلع الأساسية بأسعار أقل، حيث يعاني الأتراك من ارتفاع كبير في الأسعار بسبب معدل التضخم الذي وصل إلى نحو 75%، وهو من بين أعلى المعدلات عالميًا، مما أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل تراجع قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.
الوجهة اليونانية كحل للأزمة الاقتصادية
وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج، بدأ الأتراك يتجهون إلى المدن اليونانية القريبة من الحدود مثل ألكسندروبوليس وكوموتيني وإكسانثي، حيث أصبحت الأسعار هناك في متناول شريحة واسعة من المواطنين، إذ يقطع الكثيرون ساعات طويلة بالسيارة أو يستخدمون رحلات منظمة فقط للتسوق في المتاجر اليونانية، في محاولة للتخفيف من أعباء المعيشة المتزايدة، وأشار التقرير إلى أن الفارق في الأسعار أصبح ملحوظًا، حيث تباع بعض السلع في المتاجر اليونانية بنحو نصف قيمتها في تركيا، رغم أن اليونان تعتمد على عملة اليورو.
رحلات التسوق الأسبوعية إلى اليونان
تُطلق حافلات خاصة كل جمعة من عدة مدن تركية باتجاه ألكسندروبوليس، حيث يقضي المسافرون ساعات الصباح في التسوق قبل العودة ظهرًا إلى بلادهم، وأصبحت هذه الرحلات تتكرر أسبوعيًا، وأكد متسوقون أتراك أن الفارق الكبير في الأسعار يجعل الرحلة مجدية رغم مشقة الطريق وتكاليف التأشيرة، مشيرين إلى أن “حتى الوقود في اليونان أصبح أرخص مما ندفعه في تركيا”، مما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي يواجهها المواطنون الأتراك في ظل الظروف الحالية.

