ارتفاع طفيف في إنتاج النفط الروسي خلال أكتوبر 2025.
سجّل إنتاج روسيا من النفط الخام ارتفاعًا طفيفًا خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث بلغ متوسط الإنتاج نحو 9.411 ملايين برميل يوميًا، بزيادة قدرها 43 ألف برميل يوميًا مقارنة بشهر سبتمبر. وعلى الرغم من هذا الارتفاع، إلا أن الإنتاج لا يزال أقل بنحو 70 ألف برميل يوميًا من الحصة المقررة لروسيا ضمن اتفاق تحالف أوبك+، والتي تتضمن تخفيضات تعويضية عن تجاوزات سابقة.
مراقبو أسواق النفط العالمية يراقبون عن كثب تطورات الإنتاج الروسي لتقييم تأثير العقوبات الغربية والهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة في البلاد. وقد أدت العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد شركتي روسنفت ولوك أويل إلى تراجع صادرات الخام الروسي، حيث أبدت بعض المصافي في الهند والصين وتركيا ترددًا متزايدًا في شراء الشحنات الخاضعة للعقوبات. في الوقت نفسه، تصاعدت الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية النفطية الروسية، مما زاد الضغط على قطاع التكرير، رغم المساعي السريعة من الشركات الروسية لإصلاح الأضرار.
يُرجّح المحللون أنه في حال فشلت موسكو في العثور على مشترين للنفط الخاضع للعقوبات أو في إصلاح منشآت التكرير المتضررة، فإنها قد تضطر إلى إيقاف الإنتاج مؤقتًا في بعض الحقول، مما قد يتسبب بأضرار فنية للآبار النفطية.
من جانبها، رفضت وزارة الطاقة الروسية التعليق الفوري على بيانات الإنتاج الأخيرة، بينما أكد ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء، الشهر الماضي أن لدى روسيا القدرة على زيادة إنتاج النفط تدريجيًا وفق احتياجات السوق.
تُعتبر روسيا من الدول التي تجاوزت حصتها الإنتاجية في السابق ضمن اتفاقيات تحالف أوبك+، مما دفعها إلى الالتزام بتنفيذ تخفيضات إضافية لتعويض تلك التجاوزات. وقد تم تعديل الجدول الزمني لهذه التخفيضات عدة مرات، حيث تم الإعلان عن الخطة الأحدث في مطلع أكتوبر، والتي أوضحت أن شهر أكتوبر هو آخر شهر تُنفَّذ فيه التخفيضات التعويضية. وبموجب الاتفاق، تعهدت موسكو بخفض إنتاجها اليومي بنحو 10 آلاف برميل عن الحصة الرسمية البالغة 9.491 ملايين برميل يوميًا، ليصل المستوى المطلوب إلى 9.481 ملايين برميل يوميًا.
تشير البيانات إلى أن إنتاج أكتوبر كان قريبًا من الهدف المحدد في خطة التعويض المقدمة إلى أمانة أوبك في السابع من سبتمبر، والتي حددت سقف الإنتاج عند 9.457 ملايين برميل يوميًا. من خلال هذا الارتفاع المحدود، تحافظ روسيا على التزام نسبي باتفاق أوبك+، وسط تحديات متزايدة تشمل العقوبات الغربية، والهجمات الأوكرانية، وتراجع الطلب من المشترين الآسيويين، بينما تواصل موسكو محاولة موازنة معادلة الحفاظ على الإيرادات النفطية مع تجنب تجاوزات جديدة للحصة المقررة.

