تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان القدير أحمد خليل، الذي ترك بصمة واضحة في قلوب المصريين والعرب بأدائه الصادق وهدوئه الذي كان يخفي وراءه طاقة فنية كبيرة. وُلد أحمد خليل في 15 يناير عام 1941 في بلقاس بمحافظة الدقهلية، نشأ في أسرة متوسطة الحال، حيث كان والده موظفًا بسيطًا لكنه شجعه على التعليم، ليكتشف منذ صغره شغفه بالفن من خلال المسرح المدرسي.
بعد إنهائه للدراسة الثانوية، التحق أحمد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكان من بين أوائل الدفعات التي تخرجت منه، حيث درس على يد كبار رواد المسرح المصري مثل حمدي غيث وسعد أردش وكرم مطاوع. تميز بحبه الكبير للفن، مما جعله يصبح لاحقًا من أساتذة المعهد قبل أن يكرس جهوده بالكامل للتمثيل.
بدأ خليل مسيرته الفنية على خشبة المسرح، حيث قدم العديد من العروض التي نالت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. ومع ظهور التلفزيون كوسيلة جماهيرية واسعة، انتقل إليه وحقق شهرة كبيرة من خلال أعمال درامية ناجحة رسخت اسمه في وجدان المشاهدين. شارك في العديد من المسلسلات التي أصبحت من كلاسيكيات الدراما المصرية، مثل “الإمام محمد عبده”، “التوبة”، و”الظاهر بيبرس”.
أما في السينما، فلم يكن ظهوره بكثافة أعماله التلفزيونية، لكنه ترك بصمته في أفلام مهمة مثل “سعيكم مشكور يا برو” و”جاءنا البيان التالي”. عُرف خليل بتواضعه وحرصه على دعم الأجيال الجديدة من الفنانين، حيث كان دائمًا يشدد على ضرورة احترام المهنة والالتزام الفني.
على المستوى الشخصي، تزوج أحمد خليل مرتين، حيث كانت زوجته الأولى سهير الباروني لفترة قصيرة، ثم تزوج من سيدة ألمانية عاش معها لسنوات طويلة، واصفًا إياها بأنها رفيقة حياته الهادئة.
توفي أحمد خليل في 9 نوفمبر 2021 بعد إصابته بفيروس كورونا أثناء تصوير أحد أدواره الدرامية، ليغادر الحياة كما عاش في صمت. وقد نعاه العديد من نجوم الفن بكلمات مؤثرة، معبرين عن فقدانهم لفنان حقيقي سعى دائمًا نحو الإتقان والصدق الفني.

