تعتبر أزمة ارتباط نشيد نادي سانت باولي بالنازية موضوعًا مثيرًا للجدل في عالم كرة القدم حيث يسعى النادي لتحقيق هوية فريدة تعكس قيم التسامح والمقاومة ضد التمييز بينما يواجه تحديات مرتبطة بماضيه المعقد وقد أثار هذا الجدل نقاشات واسعة حول تأثير الرموز الثقافية على الهوية الرياضية وكيف يمكن للنادي أن يوازن بين تراثه التاريخي ورغبة الجماهير في الابتعاد عن أي ارتباطات سلبية مما يجعله مثالًا حيًا للصراع بين الماضي والحاضر في عالم الرياضة الذي يعكس قضايا اجتماعية مهمة تتجاوز حدود الملعب وتصل إلى قلوب الجماهير وتاريخها.

تحقيق سيلينا ألبيرتس حول نشيد سانت باولي

قادت سيلينا ألبيرتس، الباحثة السياسية والإعلامية في متحف نادي سانت باولي، تحقيقًا مثيرًا حول ارتباط النشيد الشهير “Das Herz von St. Pauli” بالحزب النازي، إذ يُعزف هذا النشيد في ملعب ميلليرنتور الخاص بالنادي الألماني، وبدأت ألبيرتس هذا البحث بعد تلقيها رسالة من أحد المستمعين الذي اقترح استكشاف العلاقة بين سانت باولي وميناء هامبورغ، حيث يتضمن النشيد عبارة “ميناء الأضواء” مما أثار فضولها حول خلفية الأغنية.

خلفية الأغنية والشخصيات المؤثرة

استهلت ألبيرتس بحثها بدراسة شخصية هانس ألبِرز، نجم المسرح والسينما الألمانية قبل الحرب وبعدها، والذي وُلد في هامبورغ وشارك في فيلم يحمل نفس اسم الأغنية عام 1950، وأكدت أن ألبِرز هو من جعل الأغنية مشهورة، مما دفعها للغوص في سيرته بعد الحرب، وخلال بحثها اكتشفت أن ألبِرز وملحن الأغنية مايكل ياري كانا مدرجين في قائمة جوبلز، حيث اعتبرهم وزير الدعاية النازي ذوي أهمية ثقافية خاصة، وتم إعفاؤهم من الخدمة العسكرية لدعم أهداف النظام الدعائية.

ردود الفعل على النتائج

مع تقدم التحقيق، اكتشفت ألبيرتس أن أحد المشاركين في إنتاج الأغنية كان أوليج، مراسل حرب تابع للدعاية النازية، مما دفع النادي لتعليق تشغيل الأغنية في فبراير الماضي، وقد أثار هذا القرار استياء الجماهير، إذ شهدت مباراة الفريق ضد فرايبورغ صرخات استهجان من بعض الحاضرين، بعد محاولة رئيس النادي توضيح القرار، وبعد عرض النتائج النهائية للتحقيق على الجماهير، أوضح المتحدث باسم النادي باتريك جينسينج أن النادي أجرى مراجعة علمية دقيقة بالتعاون مع متحف سانت باولي، وقرّر وقف تشغيل الأغنية بشكل نهائي، مشددًا على أهمية التعامل مع القضية بعقلانية لا بعاطفة.