سعر الذهب يعتبر من الموضوعات التي تشغل بال الكثيرين خصوصاً في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية ويطرح الكثيرون تساؤلات حول إمكانية انهيار سعر الذهب كما حدث في الثمانينيات حيث شهدت تلك الفترة تغييرات كبيرة في السوق لذا يتطلع الخبراء إلى تحليل العوامل التي قد تؤثر في سعر الذهب اليوم مثل التضخم والطلب العالمي والعوامل الجيوسياسية التي تلعب دوراً مهماً في تحديد الأسعار وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجه المعدن الثمين إلا أن الكثير من المحللين يعتقدون أن الذهب سيظل ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات الأزمات الاقتصادية مما يجعل مراقبة سعر الذهب أمراً ضرورياً لفهم الاتجاهات المستقبلية في السوق.
توقعات أسعار الذهب: هل يتكرر سيناريو الثمانينات؟
في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية، يستبعد بعض الخبراء أن يتكرر سيناريو الثمانينات الذي شهد انخفاضًا حادًا في أسعار الذهب، حيث يتوقعون أن يستمر المعدن الأصفر في الارتفاع بشكل أكبر، إذ تشير الأوضاع العالمية وعدم اليقين السياسي إلى دعم هذا الاتجاه. بينما يرى آخرون أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراراته السابقة قد يؤدي إلى انخفاض كبير في سعر الذهب، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا المعدن النفيس.
ارتفاع الذهب في ظل عدم اليقين
شهدت أسعار الذهب في عام 1980 ارتفاعًا تاريخيًا، حيث بلغ سعر الأونصة نحو 850 دولارًا، مدفوعًا بارتفاع معدلات التضخم وعدم الاستقرار الجيوسياسي، لكن الأسعار تراجعت بشكل حاد في منتصف الثمانينيات، حيث فقد الذهب أكثر من نصف قيمته. ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما أعاد الثقة في الدولار وأدى إلى عمليات بيع مكثفة لجني الأرباح. وفي الآونة الأخيرة، سجل الذهب رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث وصل سعر الأونصة إلى 4379 دولارًا، قبل أن يتراجع إلى 3985 دولارًا وفقًا لبيانات وكالة بلومبرج.
استمرار الطلب على الذهب
أكد محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي للاستثمار، أن الأوضاع العالمية الحالية تدعم ارتفاع أسعار الذهب، حيث يتألق المعدن النفيس في فترات عدم اليقين، كما أن الاتجاه العالمي نحو خفض أسعار الفائدة يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن. ويرى نجلة أن الطلب العالمي على الذهب يتزايد، خاصة من قبل البنوك المركزية والمستثمرين، مما يدعم الأسعار في ظل ضعف الإنتاج العالمي، حيث أن المعروض أقل من الطلب، مما يخلق حالة من الندرة. وبناءً على ذلك، يتوقع نجلة أن تصل أسعار الذهب إلى خمسة آلاف دولار للأونصة خلال العام المقبل إذا استمرت الظروف العالمية الحالية.
توقعات تراجع أسعار الذهب
من جهة أخرى، أشار لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، إلى أن أسعار الذهب قد تتراجع إذا كانت أسباب الارتفاع غير مستقرة. فقد ارتفع سعر الذهب منذ بداية العام من 2600 دولار إلى 4380 دولار، بزيادة قدرها 68.5%. ويرتبط هذا الارتفاع بتصريحات ترامب، فإذا تراجع عن هذه القرارات، قد نرى انخفاضًا في الأسعار إلى مستوياتها السابقة. وبالتالي، يعتمد حجم التراجع المحتمل على مدى تراجع ترامب عن قراراته خلال العام.

