مصر تعزز مكانتها كمركز إقليمي للاستثمار وإعادة الإعمار بعد نجاح جهود وقف الحرب في غزة.
في إطار التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة بعد نجاح الجهود المصرية في وقف الحرب في غزة، أكد المهندس محمود هارون، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة دلمار الصناعية، أن هذه الجهود تمثل بداية مرحلة جديدة من البناء وإعادة الإعمار، والتي تقودها مصر كقوة إقليمية فاعلة تلعب دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار والتنمية.
وأشار هارون إلى أن تحركات الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعادت لمصر مكانتها كدولة قادرة على صناعة السلام وفتح آفاق التعاون الاقتصادي، موضحًا أن عودة الاستقرار ستؤدي إلى انطلاق موجة واسعة من مشروعات إعادة الإعمار، حيث ستشارك الشركات المصرية بدور رئيسي. وأكد أن مصر تمتلك مقومات إنتاجية وعلاقات سياسية متوازنة تؤهلها لتكون مركزًا محوريًا لإعادة الإعمار في غزة والمنطقة، مشيرًا إلى أن الاستقرار الحالي يعزز الثقة في الاقتصاد المصري ويجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يمثل فرصة تاريخية أمام الشركات الوطنية للتوسع في الأسواق الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، أشار هارون إلى أن القوة السياسية لا تنفصل عن الاقتصاد، مؤكدًا أن العالم بدأ يتعامل مع مصر كنقطة استقرار نادرة وشريك استراتيجي موثوق في منطقة مليئة بالتحديات، نتيجة للأداء السياسي المتوازن خلال الأزمة الأخيرة. وقد انعكست الثقة الدولية في الإدارة المصرية بوضوح على الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي قفز إلى نحو 47 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ 10 مليارات في العام السابق، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة للاستثمار، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي إلى 4.7% مع توقعات بتجاوزه 4.5% في 2026 وفقًا لتقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأضاف هارون أن تحسن المؤشرات الاقتصادية وانخفاض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، سيساهم في تعزيز تدفقات العملة الأجنبية ودعم استقرار الجنيه. واختتم هارون بتأكيده أن مصر تشهد بداية مرحلة جديدة من الثقة والتنمية، مشيرًا إلى أن السنوات المقبلة ستشهد طفرة صناعية واقتصادية كبيرة تؤكد مكانة مصر كمركز ثقل للاستقرار في الشرق الأوسط.
مجموعة دلمار الصناعية: خطة توسع استراتيجي نحو صناعات المستقبل
كشف المهندس محمود هارون عن الخطة الاستراتيجية لمجموعة دلمار الصناعية خلال المرحلة المقبلة، والتي تستهدف تعزيز مساهمة المجموعة في دعم الصناعة الوطنية وتوطين التكنولوجيا المتقدمة في مصر. وأشار هارون إلى أن التحول الأكبر في مسيرة المجموعة بدأ منذ عام 2020، حيث كانت تعتمد بشكل أساسي على السوق المحلي، ثم تم وضع خطة استراتيجية للتحول إلى التصدير، لتصبح 75% من إجمالي الإنتاج موجهًا إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وإفريقيا.
وأكد هارون أن مجموعة دلمار تُعد اليوم أكبر مصدّر لقطاعات الألومنيوم إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية على مستوى مصر والشرق الأوسط، مما يعكس الثقة الدولية في جودة المنتجات المصرية، حيث يمثل السوق الألماني رمزًا لأعلى معايير الجودة والتقنية. كما تمتلك المجموعة أكبر مخزون استراتيجي من خامات البليت الألومنيوم والزجاج المسطح في المنطقة، مما يضمن استقرار الإنتاج وقدرتها على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والدولية دون تأخير.
وتتضمن خطة المجموعة إطلاق صناعة زجاج السيارات بمختلف أنواعها، حيث تستهدف إنتاج 750 ألف طقم سيارة خلال عامين، بالإضافة إلى مبادرات للتوسع في الصناعات المغذية للسيارات بهدف دعم الصناعات المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات. كما تستهدف المجموعة توريد أحدث خطوط إنتاج الكلادينج ACP المضاد للحريق، إلى جانب خطوط دهانات متطورة بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 ألف طن سنويًا، فضلًا عن إنشاء أكبر مجمع صناعي لصناعة زجاج الواجهات المعمارية لرفع الطاقة الإنتاجية من مليون متر مسطح إلى مليوني متر مسطح سنويًا.
وفي خطوة نوعية جديدة، تعمل المجموعة حاليًا على إنشاء أحدث وأضخم مصنع لإنتاج الأسطمبات في مصر والشرق الأوسط، والذي سيخصص لتصنيع الأسطمبات وقطع الغيار ومدخلات الإنتاج الخاصة بخطوط سحب قطاعات الألومنيوم، مما يمثل إضافة استراتيجية غير مسبوقة في هذا المجال. كما يجري التعاقد على توريد أضخم خط إنتاج في إفريقيا والشرق الأوسط، والذي سيتم استخدامه في تصنيع بعض أجزاء الطائرات، مما يعكس توجه المجموعة نحو التحول إلى الصناعات عالية التقنية وتعزيز مكانة مصر على خريطة الصناعات المتقدمة.
وفي إطار توسعها في الصناعات المغذية لوسائل النقل، تقوم المجموعة بتوريد قطاعات الألومنيوم المستخدمة في تصنيع الأتوبيسات بالتعاون مع شركة MCV، والتي تنتج أتوبيسات خاصة لعلامتي مرسيدس وفولفو داخل جمهورية مصر العربية، فضلًا عن تصدير هذه القطاعات إلى الأسواق الخارجية، كما تدخل منتجاتها ضمن مشروعات الأتوبيسات الترددية السريعة لتطوير منظومة النقل الذكي في مصر.
وأكد هارون أن المجموعة تعمل حاليًا على إضافة سبعة خطوط إنتاج جديدة دفعة واحدة لزيادة الطاقة الإجمالية من 85 ألف طن إلى 110 ألف طن سنويًا، في إطار خطة توسعية طموحة تستهدف تعزيز القدرات الإنتاجية ورفع تنافسية المنتج المصري في الأسواق الإقليمية والدولية. وأشار إلى أن هذه المشروعات تمثل خطوة استراتيجية نحو ترسيخ مكانة مجموعة دلمار الصناعية كواحدة من أكبر الكيانات الصناعية في الشرق الأوسط وإفريقيا، ودعمًا لرؤية الدولة في توطين الصناعة وزيادة الصادرات وتحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحيوية ذات القيمة المضافة العالية.
مشروعات بارزة تؤكد الثقة في مجموعة دلمار الصناعية.
وفي إطار دورها كشريك صناعي موثوق في تنفيذ كبرى المشروعات القومية، أسهمت مجموعة دلمار الصناعية خلال السنوات الماضية في توريد وتنفيذ حلولها المتكاملة في عدد من أبرز المشروعات الوطنية والمعمارية في مصر، من بينها حي الوزارات، ومجلس الشيوخ، والمنطقة الترفيهية، والمدينة التراثية، والمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب أبراج العلمين ومزارين والحي اللاتيني بمدينة العلمين الجديدة.
كما شاركت المجموعة في تنفيذ مشروعات لعدد من كبرى شركات التطوير العقاري مثل مجموعة طلعت مصطفى وماونتن فيو وسوديك، فضلًا عن مشروعات ذا فيل القاهرة الجديدة وفاي سوديك و205 أركان بالم و63 القاهرة الجديدة و360 بزنس بارك وفندق ناريمان. وشملت مساهمات المجموعة أيضًا العديد من المشروعات التعليمية والجامعية الكبرى مثل جامعة الملك سلمان وجامعة الشروق وجامعة نيو جيزة وجامعة الصخور والعزام سانت كاترين، إضافة إلى مشروعات برج نايل 31 North وNile Tower وFestival Tower – 31 North ومشروعات القضبان عالية السرعة.
تعكس هذه المشاركات المكانة الرائدة التي تتمتع بها مجموعة دلمار الصناعية كشريك استراتيجي في بناء وتطوير المشروعات القومية الكبرى، ودعم توجه الدولة نحو التحول الصناعي والتقني وتوطين سلاسل الإمداد والإنتاج.


 
                 تابعوا آخر أخبار
        تابعوا آخر أخبار