زيارة ترامب إلى جنوب شرق آسيا تعزز آمال الاستثمار في المنطقة.
الأحد 26 أكتوبر 2025 – 05:44 م
منحت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جنوب شرق آسيا، وتحديدًا حضوره قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بارقة أمل للمنطقة التي كانت تعاني من أداء ضعيف في أسواقها الناشئة، وفقًا لتقرير بلومبرج. وقد أثارت هذه الزيارة توقعات بتعميق التعاون التجاري بين الولايات المتحدة ودول الرابطة، التي تواجه تحديات بسبب ارتفاع التعريفات الجمركية. وتكتسب هذه القمة أهمية خاصة نظرًا لتجدد الاهتمام بجنوب شرق آسيا، حيث تسهم تقييمات الأسعار المنخفضة، وتحول سلاسل التوريد بعيدًا عن الصين، فضلاً عن مؤشرات الاستقرار السياسي، في جعل المنطقة أكثر جاذبية للاستثمار العالمي. وقد أشار هومين لي، الخبير الاستراتيجي في بنك لومبارد أوديير، إلى أن أي إشارة نحو وجود إطار عمل تجاري أكثر ديمومة بين الولايات المتحدة ورابطة دول آسيان ستكون إيجابية للمنطقة.
في سياق متصل، تشهد أسهم جنوب شرق آسيا انتعاشًا بعد موجة نزوح لرؤوس الأموال، حيث سحب المستثمرون حوالي 900 مليون دولار من الأسواق الناشئة في المنطقة خلال هذا الشهر، واستمر هذا النزوح طوال الأشهر الاثني عشر الماضية باستثناء شهر واحد. وقد توجهت رؤوس الأموال نحو الأسواق التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، مثل تايوان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى الصين. ورغم هذا النزوح، حقق مؤشر MSCI لأسهم جنوب شرق آسيا ارتفاعًا بنسبة 10% هذا العام، إلا أنه لا يزال متخلفًا عن مؤشر الأسواق الناشئة الأوسع نطاقًا الذي ارتفع بنسبة 29%. وتتمتع أسواق دول آسيان بجاذبية خاصة لمستثمري القيمة، حيث يُتداول مؤشر MSCI لأسواقها عند مضاعف أرباح متوقع يبلغ حوالي 14 مرة، وهو أقل بكثير من مضاعف 19 مرة للمؤشر العالمي، مما يجعلها نقطة جذب استثماري.
في هذا الإطار، تُعتبر دول مثل فيتنام وماليزيا في طليعة جهود جذب الاستثمار، حيث تستهدف فيتنام تحقيق نمو سنوي لا يقل عن 10% خلال السنوات الخمس المقبلة، مستفيدة من تحول الصناعات التحويلية الراقية من الصين. وقد حصلت البلاد مؤخرًا على ترقية إلى مصاف الأسواق الناشئة من مؤشر فوتسي راسل، مما قد يجذب مليارات الدولارات إلى أسواقها. ومن جانبها، تبرز ماليزيا من خلال بناء مراكز بيانات للاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي العالمية، وطموحها في أن تصبح معالجًا رئيسيًا للمعادن الأرضية النادرة من أستراليا. في هذا السياق، نصح شاي بانغ، مدير محفظة الأصول المتعددة الأول في شركة أموفا لإدارة الأصول، مديري المحافظ بالتحول نحو دول أكثر تحفظًا مثل الهند ورابطة دول جنوب شرق آسيا.
وعلى الرغم من تركيز الاهتمام العالمي على الاجتماع المرتقب بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، إلا أن محطته الأولى في كوالالمبور كانت تحمل أهمية خاصة. فقد وقع ترامب ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم اتفاقية تجارية واتفاقية معادن هامة، في إطار جهود الرئيس الأمريكي لتعزيز التجارة عبر جنوب شرق آسيا والرد على تقييد الصين للوصول إلى المعادن النادرة. وقد وصف أنور هذه الاتفاقيات، التي جاءت بعد فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 19% على ماليزيا في أغسطس، بأنها "إنجاز مهم" من شأنه أن يُحسن العلاقات بين البلدين في مجالات تتجاوز التجارة. بالإضافة إلى ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي عن اتفاق تجاري واسع النطاق مع كمبوديا، فضلاً عن اتفاق تجاري إطاري ومذكرة تفاهم بشأن المعادن الحيوية مع تايلاند.

